فصل: (سورة الأنعام: آية 2)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة الأنعام:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[سورة الأنعام: آية 1]

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1)}.

.الإعراب:

(الحمد) مبتدأ مرفوع (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (خلق) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (السّموات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات منصوب (الواو) عاطفة (جعل) مثل خلق (الظلمات) مثل السموات (الواو) عاطفة (النور) معطوف على الظلمات منصوب (ثمّ) حرف عطف للتراخي والاستبعاد (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو ضمير في محلّ رفع فاعل (بربّ).
جارّ ومجرور متعلّق بـ (كفروا)، و(هم) ضمير مضاف إليه (يعدلون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون... والواو فاعل.
جملة {الحمد للّه...}: لا محلّ لها ابتدائية.
وجملة {خلق السموات...}: لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة {جعل الظلمات...}: لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة {الذين كفروا...}: لا محلّ لها معطوفة على الجملة الابتدائيّة.
وجملة {كفروا}: لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة {يعدلون}: في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).

.البلاغة:

1- ثبوت الديمومة التي يستحقها سبحانه، وهي ديمومة الحمد له بسبب كونه منعما، والكلام خبري أريد به الأمر.
2- الطباق: بين السموات والأرض، والظلمات والنور، وإذا تعدد الطباق سمي مقابلة.
3- المخالفة في الإفراد والجمع: في قوله تعالى: {وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ} حيث جمع الظلمات لظهور كثرة أسبابها ومحالّها عند الناس ومشاهدتهم إياها على التفصيل، وتقديمها على النور لتقدم الإعدام على الملكات مع ما فيه من رعاية حسن المقابلة بين القرينتين.
4- الإظهار في موضع الإضمار: في قوله تعالى: {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} حيث وضع الرب موضع ضميره تعالى لزيادة التشنيع والتقبيح والتقديم لمزيد الاهتمام والمسارعة إلى تحقيق مدار الإنكار والاستبعاد والمحافظة على الفواصل.
5- حذف المفعول: في قوله تعالى: {يعدلون} أي به وقد ترك المفعول لظهوره أو لتوجيه الإنكار إلى نفس الفعل بتنزيله منزلة اللازم إيذانا بأنه المدار في الاستبعاد والاستنكار لا خصوصية المفعول. هذا هو التحقيق بجزالة التنزيل والخليق بفخامة شأنه الجليل.

.الفوائد:

1- الفعل {جعل} هو من الأفعال التي تنصب مفعولين وذلك عند ما تكون بمعنى صيّر ولكنها في هذه الآية بمعنى أنشأ ولذلك نصبت مفعولا واحدا وذو الفطنة يدرك الفرق الدقيق بين الجعل والخلق فالأول فيه معنى التحويل من شيء إلى شيء. والخلق فيه البدء من لا شيء وقد لحظ ذلك ابن جني فقال في الخصائص: إن العرب قد تتوسع فتوقع أحد الفعلين موقع الآخر إيذانا بأن هذا الفعل قد اكتسب معنى الفعل الآخر.
2- الفعل عدل يقبل معنى التضاد فهو في هذه الآية بمعنى الميل عن جادة الصواب والانحراف مع الهوى. ويستعمل أيضا بمعنى العدل وهو التسوية بين الشيئين والإنصاف بتقديم الحقوق إلى الناس. وهو من خصائص لغة الضاد وذو العقل يدرك الفرق بين المعنيين ويخصص الفعل بأحدهما استنادا إلى مقام الحديث ومقتضى الحال.
3- حذف المفعول للفعل {يعدلون} لإدراكه من سياق الكلام وهو ضرب من الإيجاز وخاصة من خصائص قواعد اللغة واتخاذها التقدير مبدءا من مبادئها العريقة.

.[سورة الأنعام: آية 2]

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2)}.

.الإعراب:

(هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الذي) موصول خبر (خلقكم) مثل خلق السموات، (من طين) جارّ ومجرور متعلّق بـ (خلق)، (ثمّ) حرف عطف (قضى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أجلا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أجل) مبتدأ مرفوع، (مسمّى) نعت لأجل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر و(الهاء) ضمير مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (تمترون) مثل يعدلون.
جملة {هو الذي...}: لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {خلقكم...}: لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة {قضى...}: لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة {أجل مسمّى عنده}: لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة {أنتم تمترون}: لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة {تمترون}: في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم).

.الصرف:

(تمترون)، فيه إعلال بالحذف، أصله تمتريون بضمّ الياء، استثقلت الضمّة فوق الياء فسكّنت ونقلت إلى الراء، ولمّا التقى ساكنان- الياء وواو الجماعة- حذفت الياء فأصبح تمترون وزنه تفتعون.

.البلاغة:

1- العطف بثم: في قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ} وذلك استبعاد واستنكار لامترائهم في البعث بعد معاينتهم لما ذكر من الحجج الباهرة الدالة عليه. أي تمترون في وقوعه وتحققه في نفسه مع مشاهدتكم في أنفسكم من الشواهد ما يقطع مادة الامتراء بالكلية.
2- التنكير: في قوله تعالى: {وأجل} فقد ابتدأ به وهو نكره وصح الابتداء به لتخصيصه بالوصف أو لوقوعه في موقع التفصيل و{عنده} هو الخبر، وتنوينه لتفخيم شأنه وتهويل أمره وقدم على خبره الظرف مع أن الشائع في النكرة المخبر عنها به لزوم تقديمه عليها وفاء بحق التفخيم.

.[سورة الأنعام: آية 3]

{وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ (3)}.

.الإعراب:

(الواو) عاطفة (هو) مثل السابق، (اللّه) لفظ الجلالة خبر مرفوع (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بلفظ الجلالة لأن فيه معنى المعبود في السموات والأرض، (الواو) عاطفة (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به في السموات فهو معطوف عليه (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (سرّ) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (جهركم) معطوف على سرّكم منصوب (الواو) عاطفة (يعلم) مثل الأول (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (تكسبون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة {هو اللّه...}: لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة وجملة {يعلم...}: في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هو).
وجملة {يعلم} الثانية: في محلّ رفع معطوفة على جملة يعلم الأولى.
وجملة {تكسبون}: لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

.الصرف:

(سرّكم)، اسم لما يكتمه الإنسان في نفسه، وقد يكون اسم مصدر لفعل أسرّ الرباعيّ، وزنه فعل بكسر فسكون، جمعه أسرار.

.الفوائد:

1- شغل تعليق الجار والمجرور {فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ} رعيل المفسرين والمعربين وذهبوا بتعليقه وجوها كثيرة أحصاها بعضهم فأضفت على اثني عشر وجها:
وقد اعتمد كبار هؤلاء ومنهم الزجاج والزمخشري أن يعلقا بصفة للفظ الجلالة أو بالخبر المحذوف على أن لفظ الجلالة مبتدأ والضمير هو ضمير الشأن. ويكون التقدير اللّه كائن أو معبود أو موجود في السموات وفي الأرض ولا حاجة بنا للتقديم والتأخير والتعقيد والتعسير. أما من له مزاج في تتبع الآراء القوية والضعيفة والمستقيمة والشاذة وسلوك طرائق المقارنة والترجيح فعليه بالمطولات من كتب النحو وتواليف المفسرين.

.[سورة الأنعام: الآيات 4- 5]

{وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (4) فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (5)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (تأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و(هم) ضمير مفعول به (من) زائدة (آية) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل تأتي (من آيات) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لآية (ربّ) مضاف إليه مجرور و(هم) ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو ضمير اسم كان (عن) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمعرضين (معرضين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة {تأتيهم...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {كانوا...}: في محلّ نصب حال من مفعول تأتي أو من فاعله.
(الفاء) تعليليّة، (قد) حرف تحقيق (كذّبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بـ (كذّبوا)، وقد يضمّن الفعل معنى استهزءوا (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب (جاء) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و(هم) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (سوف) أحرف استقبال (يأتيهم) مثل تأتيهم (أنباء) فاعل مرفوع (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (كانوا به) مثل كانوا عنها، والجارّ متعلّق بالفعل (يستهزئون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
وجملة {كذّبوا بالحقّ}: لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة {جاءهم}: في محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة {يستهزئون}: في محلّ نصب خبر كانوا.

.[سورة الأنعام: آية 6]

{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْرارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ (6)}.

.الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل، (كم) خبريّة كناية عن عدد مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به مقدّم، (أهلك) فعل ماض مبنيّ على السكون و(نا) ضمير فاعل (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أهلكنا)، و(هم) ضمير مضاف إليه (من قرن) جارّ ومجرور تمييز كم (مكّنّا) مثل أهلكنا و(هم)، ضمير مفعول به- وهو يعود إلى القرون بمعنى الأمم- (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بـ (مكّناهم)، (ما) نكرة موصوفة، اسم مبني في محلّ نصب مفعول به ثان عامله مكّناهم بتضمينه معنى أعطيناهم، (لم) مثل الأول (نمكّن) مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (اللام) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (نمكّن)، (الواو) عاطفة (أرسلنا) مثل أهلكنا (السماء) مفعول به منصوب (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (أرسلنا)، (مدرارا) حال منصوبة من السماء (الواو) عاطفة (جعلنا) مثل أهلكنا (الأنهار) مفعول به منصوب (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تجري)، و(هم) ضمير مضاف إليه. وفي الكلام حذف مضاف أي من تحت مساكنهم (الفاء) عاطفة (أهلكنا) مثل الأول و(هم) ضمير مفعول به (بذنوب) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أهلكنا)، والباء للسببيّة و(هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أنشأنا) مثل أهلكنا (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أنشأنا)، و(هم) مضاف إليه (قرنا) مفعول به منصوب (آخرين) نعت لقرن- هو اسم جمع- منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة {يروا...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {أهلكنا...}: في محلّ نصب مفعول به لفعل الرؤية.
وجملة {لم نمكّن لكم}: في محلّ نصب نعت لـ (ما).
وجملة {أرسلنا...} في محلّ جر معطوفة على جملة مكناهم.
وجملة {جعلنا...} في محلّ جر معطوفة على جملة مكناهم.
وجملة {تجري...} في محلّ نصب مفعول به ثان عامله جعلنا.
وجملة {أهلكناهم...} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدر أي كفروا فأهلكناهم.
وجملة {أنشأنا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة أهلكناهم.

.الصرف:

(قرن)، اسم جمع كقوم ورهط، وفيه معان كثيرة، فهو بمعنى الجماعة من الناس لاقترانهم في مدة من الزمان، ويطلق على المدة من الزمن التي تقع في مائة سنة، وبعضهم يجعله أكثر من ذلك أو أقل من ذلك، وقيل هو المقدار الوسط من أعمار الناس... وزنه فعل بفتح فسكون.

.البلاغة:

1- الالتفات: في قوله تعالى: {ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ} لما في مواجهتهم بضعف الحال مزيد بيان لشأن الفريقين ولدفع الاشتباه من أول الأمر عن مرجعي الضميرين والسياق يقتضي: ما لم نمكن لهم.
2- المجاز المرسل: في قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ} أي السحاب واستعمالها في ذلك مجاز مرسل، والعلاقة المحلية. وقد عبر بالسماء عن السحاب لأنه ينزل منها.

.الفوائد:

1- قوله: ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ.
تقبل ما أن تكون على حالات متعددة.
أولها: أن تكون نكرة تامة بمعنى شيء في محل مفعول مطلق أو مفعول به ثان وثانيها: أن تكون مصدرية ظرفية أي مدة تمكنكم.
وثالثها: أن تكون اسما موصولا بمعنى الذي أي التمكين الذي لم نمكنه لكم.
ويختلف اعراب الجملة التي بعدها حسب التقدير الذي نقدره والاعراب الذي نعتمده.

.[سورة الأنعام: آية 7]

{وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتابًا فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (7)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (نزّلنا) فعل ماض مبني على السكون... (ونا) ضمير فاعل (على) حرف جر و(الكاف) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (نزلنا)، (كتابا) مفعول به منصوب (في قرطاس) جارّ ومجرور متعلق بـ (كتابا) (الفاء) عاطفة (لمسوا) فعل ماض وفاعله و(الهاء) ضمير مفعول به (بأيدي) جار ومجرور متعلق بـ (لمسوه)، و(هم) ضمير مضاف إليه (اللام) واقعة في جواب لو (قال) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل (كفورا) فعل ماض وفاعله (إن) حرف نفي (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ (إلا) أداة حصر (سحر) خبر مرفوع (مبين) نعت مرفوع.
جملة {نزّلنا...} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {لمسوه...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية.
وجملة {قال الذين...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة {إن هذا إلا سحر} في محلّ نصب مقول القول.

.الصرف:

(قرطاس)، اسم جامد لما يكتب فيه وزنه فعلال بكسر الفاء وهو الأشهر وقد تضم الفاء... وفي القاموس مثلث القاف. ولا يقال قرطاس إلا إذا كان مكتوبا وإلا فهو طرس أو كاغد.

.البلاغة:

1- الإطناب: في قوله تعالى: {فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ} مع ظهور أن اللمس لا يكون عادة إلا بالأيدي لزيادة التعين ودفع احتمال التجوز الواقع في قوله تعالى: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ} أي تفحصنا أي فمسوه بأيديهم بعد ما رأوه بأعينهم بحيث لم يبق لهم في شأنه اشتباه ولم يقدروا على الاعتذار بتسكير الأبصار.

.[سورة الأنعام: الآيات 8- 9]

{وَقالُوا لولا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكًا لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ (9)}.

.الإعراب:

(الواو) عاطفة (قالوا) فعل ماض وفاعله (لولا) حرف تحضيض أي هلا، (أنزل) فعل ماض مبني للمجهول (عليه) مثل عليك، متعلق بـ (أنزل)، (ملك) نائب فاعل مرفوع (الواو)، استئنافيّة، (لو أنزلنا ملكا) مثل لو نزلنا... كتابا، (اللام) واقعة في جواب لو (قضي) فعل ماض مبني للمجهول (الأمر) نائب فاعل مرفوع (ثم) حرف عطف (لا) نافية (ينظرون) مضارع مبني للمجهول مرفوع... والواو نائب فاعل.
جملة {قالوا...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في السابقة.
وجملة {أنزل عليه ملك} في محل نصب مقول القول.
وجملة {أنزلنا...} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {قضي الأمر...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة {لا ينظرون} لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
(9) (الواو) عاطفة (لو جعلناه ملكا) أداة شرط وفعل وفاعل ومفعول أول ومفعول ثان (اللام) واقعة في جواب لو (جعلنا) فعل ماض وفاعله و(الهاء) ضمير مفعول به أول (رجلا) مفعول به ثان (الواو) عاطفة (اللام) مثل الأول (لبسنا) مثل جعلنا (على) حرف جر و(هم) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (لبسنا) مثل جعلنا (على) حرف جر و(هم) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (لبسنا)، (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به، (يلبسون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
وجملة {جعلناه...} لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا.
وجملة {جعلنا} الثانية لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة {لبسنا...} لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة {يلبسون} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

.الصرف:

(ملك)، واحد الملائكة اسم من (ملك يملك) باب ضرب أو من (ألك) بمعنى أبلغ الرسالة مع القلب وانظر مزيد تفصيل في الآية (30) من سورة البقرة.

.الفوائد:

1- عقد بعض النحاة فصلا خاصا للولا ولوما نلخص لك ما أورد فيهما:
قالوا: لهذين الحرفين استعمالان:
الأول: امتناع جوابهما لوجود شرطهما وفي هذا الحال يختصان بالجمل الاسمية كقوله تعالى: {لولا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} وقول الشاعر:
لولا الإصاخة للوشاة لكان لي ** من بعد سخطك في الرضاء رجاء

وفي هذه الحالة يجب حذف الخبر لأنه معلوم من سياق الكلام، ويدل الجواب على امتناعه، ووجود المبتدأ يدل على وجوب تقدير الجواب.
الاستعمال الثاني: هو دلالتهما على التحضيض وفي هذه الحالة يختصان بالجمل الفعلية نحو قوله تعالى: {لولا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ}.
ويساويهما في التحضيض والاختصاص بالأفعال هلّا وألّا وألا.
ونضيف إلى الاستعمالين الأساسيين لهذه الأدوات انها قد تستعمل للتوبيخ والتنديد والتنديم وعندئذ تختص بالماضي أو ما في تأويله نحو: {لَوْلا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ} وقول الشاعر:
نبئت ليلى أرسلت بشفاعة ** إليّ فهلّا نفس ليلى شفيعها

2- بين سيبويه والمبرد:
يرى سيبويه أن لولا تخفض المضمر ويستشهد بقول يزيد بن الحكم الثقفي:
وكم موطن لولاي طحت كما هوى ** بأجرامه من قلّة النوق منهوي

ويردّ عليه المبرّد إذ يرى أن الصواب في استعمالها مع الضمير أن يكون منفصلا كقولنا: لولا أنت ولولا أنا وقوله تعالى: {لولا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} وليس بعد كلام اللّه من حجة.